المقري الشيخ عبد الصمد بن محمد سعيد فدا الكشميري المكي الكتبي
اسمه : أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن فدا محمد بن فتح محمد بن آدم الكشميري الكتبي المكي الحنفي.
ولادته : ولد رحمه الله بمكة المكرمة بمحلة أجياد ، عام ١٣٢٠هـ.
نشأته : تلقى تعليمه بالمدرسة الصولتية ، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، وتخصص في القراءات ، وكان ذا صوت جميل ، عمل تحت رعاية والده الشيخ محمد سعيد فدا بدكانه لبيع الكتب بمكتبته بباب السلام ، وعندما بلغ سن الخامسة والثلاثين وعجز والده استقل وفتح مكتبة خاصة به أمام باب السلام مباشرة ، بدأ العمل باستيراد الكتب الدينية من كتب الفقه والتاريخ والحديث من أصحاب المكتبات والمطابع الشهيرة بمصر مثل : (مكتبة عيسى البابي الحلبي ، ومصطفى البابي الحلبي ، المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها مصطفى محمد وعبد الرحمن محمد) وغيرهم . واستمر بباب السلام حتى توسعة الحرم المكي الشريف ، فلما هدمت المباني حول الحرم من أجل التوسعة انتقلت مكتبته إلى حي القشاشية ، لكنه لم يستطع مواصلة العمل في المكتبة ؛ نظراً لكبر سنه ، فسلم قيادتها إلى أخيه الشيخ عبد الكريم فدا رحمه الله ، وبعد فترة انتقل إلى مدينة جدة إلى جانب ابنه الأكبر المربي الكبير الأستاذ محمد فدا رحمه الله ، وفي هذه الأثناء قام بتسجيل بعض التلاوات للقرآن الكريم في الإذاعة السعودية ، وهو من كبار القراء المكيين المشهورين ، عرف بقراءته الحجازية المتميزة ، وله تسجيلات عديدة في الإذاعة السعودية.
صفاته الخلقية : طويل القامة ، ممتلئ الجسم يميل إلى البدانة ، أبيض البشرة ، أسود العينين ، مستدير الوجه ، مستنيره ، ذو لحية خفيفة مهذبة على طريقة المكيين تملأ عارضيه ، منبسط الأسارير ، صاحب وجه باش ، يتحدث لعملاء المكتبة وزبائنها باللغة العربية.
حالته الاجتماعية : بنى بالمصونة ابنة السيد محمد علي أشموني وأنجب منها عدة أولاد وبنات هم : الأستاذ الفاضل محمد رحمه الله ، وكان من كبار رجال التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية ، ولكفاءته العلمية والتربوية اختاره الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله مديرًا لمدرسة الأنجال بجدة ، التي أصبحت مدرسة الثغر النموذجية.
ثم يأتي ترتيبًا ابنه سليمان ، وعبد الغفار ، ومنصور ، وعبد الرازق ، وقد توفي منصور وعبد الرازق في مرحلة الطفولة ، وقد كان لوفاة ابنه الأكبر الأستاذ محمد فدا أثر كبير على نفسه وصحته.
رواد مكتبة الشيخ عبد الصمد فدا رحمه الله :
تٰعد مكتبة الشيخ عبد الصمد فدا من المكتبات ذات النشاط العلمي المتخصص في المصادر والكتب التراثية ، وهو ما ينسجم مع تخصصه في القراءات ، وغالبًا ما يأتيه الطلبة والقراء إلى المكتبة يعقدون حلقة درس للتعليم أو للمذاكرة وتبادل المعلومات ، وقد اعتاد الشيخ عبد الصمد أن يعقد بالمكتبة جلستين :
*الأولى : بعد المغرب يخصصها للقراء.
يجتمع لديه بالمكتبة في هذا الوقت غالبًا الكثير من القراء يتناوبون قراءة القرآن ترتيلاً وتجويدًا ، إذ إن له معرفة كبيرة بأنواع الترتيل وأساليبه يحضر هذا المجلس مشاهير القراء المكيين أمثال: (الشيخ سراج قاروت ، الشيخ محمد باحيدرة ، الشيخ محمد رضا قاري ، الشيخ عبد الصمد جمبي ، الشيخ جميل آشي) ، وبعض القراء المصريين بصحبة الشيخ مصطفى محمد الزين.
*الثانية: بعد صلاة العصر ، يحضره المنشدون أمثال: (حسن جاوه ، سعيد أبو خشبة ، أمين بخاري).
ومما جرت به عادته أنه ومجموعة من القراء يحيون ليالي منى بالقراءة ، والأناشيد الدينية في حوش آل فدا ، وآل الآشي ، وكذلك في مكان آل فدا في حي الشهداء بمكة في ليالي الربيع المقمرة.
كما كان يرتاد مكتبته علماء مكة المكرمة وأعيانها ، يأنسون بالجلوس إليه حيث يجدون فيه حافظًا للقرآن ، متخلقًا بأخلاق ذوي الفضل في تعامله ، وتقديره لأهل العلم ، صاحب ثقافة إسلامية واسعة ، اكتسبها من جلوسه إلى العلماء وإصغائه لهم ، ومطالعاته الحرة وهو في المكتبة إذا لم يكن منشغلاً بالبيع ، تجده إما قارئًا لكتاب أو تاليًا لكتاب الله أو ذاكرًا له ، كما يقصد مكتبته طلاب العلم لشراء الكتب فيجدون منه الحب والتبسط ، وبشاشة الوجه ، والدعابة في كلمات عربية فصيحة ، الأمر الذي يميزه رحمه الله عن بقية أصحاب المكتبات بباب السلام.
مهاراته رحمه الله : كان يجيد حرفة التجليد ، ومن هواياته السباحه فقد كان يجيد التنوع في السباحة قاعدًا وعلى الظهر ، ويتسابق مع كل من: (الشيخ محمد نور خوقير ، والشيخ عباس سالم الجوهري).
وفاته : توفي الشيخ عبد الصمد فدا رحمه الله بجدة ، ودفن بمكة المكرمة بجنة المعلاة ، بعد أن صُلى عليه بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر ، التاسع والعشرين من شهر رمضان عام ١٤٠٢هـ رحمه الله رحمة الأبرار.
للمزيد عن ترجمته :
١- باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة ، أ.د : عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان.
٢- رحلتي مع المكتبات(مكتبات مكة المكرمة) ، عبد العزيز الرفاعي.
ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد : الأستاذ محمد علي يماني ( ابوعمار ) تم النشر في 1438/7/4هـ .
0 تعليقات